تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » رحلتي مع الكتابة السنة الأولى

رحلتي مع الكتابة السنة الأولى

صورة تعبر عن قارئ وكاتب يقرأ ويكتب رغم أنه مسافر

سأتحدث في هذه المقالة الأولى في هذه المدونة المباركة عن رحلتي مع الكتابة في السنة الأولى لي في ممارستها، وعن النقلة النوعية التي حصلت لي في العام المنقضي حديثاً ١٤٤٤هجرية.

صورة تعبر عن قارئ وكاتب يقرأ ويكتب رغم أنه مسافر
المصدر الذكاء الاصطناعي.

ابدأ بأسم الله، واستمد العون منه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “كُلُّ كَلَامٍ، أَوْ أَمْرٍ ذِي بَالٍ، لَا يُفْتَحُ بِذِكْرِ اللَّهِ، فَهُوَ أَبْتَرُ”. رواه الترمذي.

 

وأصلي على المبعوث رحمةً للعالمين، سيّد الأولين والآخرين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وأحمدُ الله الذي بنعمته تتم الصالحات، وبتوفيقه يصعد المرء إلى أعالي الدرجات، وأسأله جلَّ في علاه أن يعلي همتي، ويعينني على نفع أمتي، ويسدد قلمي كي لا يكون فيه ندمي، ويجعلني مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر.

 

قد أكملت في مجال الكتابة سنةً بالتمام والكمال، وبالتحديد سنةً وشهراً واحداً من تاريخ كتابة هذا المقال، ولا أقصد أنَي قبل هذه السنة لم أكن أكتب، بل أقول إن جاز القول أنّي لم أكن أعُدُّ الكتابة أمراً جاداً وإنما أكتب في بعض المناسبات والأفراح والأتراح خواطر عابرة، وكان بعض المقربين مني يعجبون بما أكتب، فمنهم ابن خالي الدكتور بدر بن عمر، ومنهم أحد زملائي خالد بن بخش، وعمي الدكتور حمزة بن موسى، وفضلت ذكر اسمائهم لعظم الأثر الذي تركوه في نفسي وهم لا يعلمون.

 

فبالرغم من إعجابهم بما أكتب لم آخذ الكتابة على محمل الجد، وكنت في تلك المرحلة قد بدأت الإكثار من القراءة التي أخرجتني من الشتات والضياع الذي كنت فيه، وفي يوم تخرجي في الشهر الأخير من عام ١٤٤٣ كتبت بعد أن خرجت من قاعة الاختبار، بضع كلمات أعبر فيها عن مشاعر الفرح بالتخرج، وقرنتها بصورة لقاعة الاختبار ونشرتها في حالة الواتس اب، فتعجبت كيف لاقت تلك الرسالة إعجاباً كبيراً من الناس، واستغربت غاية الاستغراب، مالمميز فيما كتبت يا ترى ؟

وإلى اليوم تخرجت الدفعة التي تلي دفعتي وطلب بعضهم مني الرسالة نفسها لينشروها هم أيضاً.

وبما أنني كنت أبحث في ذلك الوقت عن مهارة أطورها وأتفرد فيها قلت في نفسي لم لا أسلك مجال الكتابة؟ 

 

وبدأت البحث والتعمق في هذه المهارة فتهت داخل بحر متلاطم، ولم أعلم من أين وكيف أبدأ، وكنت أكتب في البداية بعض الخواطر، أميل فيها إلى السجع لشدة طربي به، لأنّي عندما أكتب وأسجع، وأقرؤ ما كتبتُ كما أتخيله أميل طرباً وكأنني أعزف موسيقى جميلة من صنعي، واكتشفت بعد مدة من الزمان أن السجع فخ، وأن كثرته تحجر الفكر وتوقعه في مزالق كثيرة.

 

وعلى إثر طربي بالسجع قرأت كتاب ابن الأثير (المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر) وجدته خلال البحث بشكلٍ عشوائي، وهو كتاب لا يصلح للمبتدئين وإنما للمتوسطين والمتقدمين، وقرأته على كل حال لأنني لم أعرف غيره، و المؤلف ابن الأثير مولعٌ بالسجع حيث يرى أنه أعلى مراتب الكلام كما قال: “وأما إذا كان السجع محمولاً على الطبع غير متكلّف فإنه يجيء في غاية الحسن، وهو أعلى درجات الكلام، وإذا تهيّأ للكاتب أن يأتي به في كتابته كلها على هذه الشريطة فإنه يكون قد ملك رقاب الكلم: يستعبد كرائمها، ويستولد عقائمها، وفي مثل ذلك فليتنافس، وعن مقامه فليتقاعس”، أظنك عرفت الآن لما تعلقت بهذا الكتاب عندما نظرت إليه المرة الأولى. 😆

صورة تعبر عن كاتب مرهق من السفر جلس ليستريح
المصدر: الذكاء الاصطناعي

سرت في هذا الطريق منفرداً لا أنيس ولا رفيق، وبيئتي لا ترى الاهتمام بالكتابة أمراً مميزاً، فخضت غماره وحيداً أواسي نفسي كلما فَتَرَت، وأشجعها كلما خَمُلَت، وآخذ بيدها كلما سَقَطَت، بل وصل بي الأمر أن أقنع نفسي بأني بلغت في الكتابة ما لم يبلغه غيري، ولولا توفيق الله ثم هذا الاعتقاد ما استمريت في هذا الطريق، وهو اعتقاد فاسد بالطبع. 

 

ولما رأيت الكتابة أخذت جزءاً كبيراً من وقتي وأصبحت قطعةً من حياتي، قررت أن أتكسب بها وبدأت أكوّن علامةً تجاريةً لأسمي وصرت أنشر في وسائل التواصل الاجتماعي ولا أخفيكم أنني أشعر بالضيق منها قليلاً، إذ فيها قيودٌ وشروطٌ علي الإلتزام بها فأصبحت أكتب وعلى يدي أغلالٌ تكبلني وتحجّر تفكيري في إطار ما يريده صانعو هذه البرامج، وفي الآونة الأخيرة صرت أكتب كثيراً ومن طبيعة النفس البشرية أن تبتغي الحرية فيما تهواه، فأشار علي بعض المقربين  إنشاء مدونةٍ أمارس فيها هوايتي في مساحتي الخاصة دون أي قيود يفرضها عليَ شخصٌ ما، وسأجعل -بإذن الله- من هذه المدونة محطةً للتميز والعطاء، والعلم الذي ينتفع به بعد مماتي.

 

وختاماً؛ عزيزي القارئ إن كنت مهتماً بالكتابة أو بهوايتك مهما كانت ستواجهك صعوبات كثيرة لن تهزم من تلك الصعوبات، بل ستهزم إنْ قررت الاستسلام وعدم المحاولة، أرجو لي ولك دوام التوفيق والنجاح. 

 

أتشرف بتلقي رأيك وأفكارك ونصائحك حول هذه المدونة ومحتواها.

2 فكرتين بشأن “رحلتي مع الكتابة السنة الأولى”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *