تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » هل تشعر بالعجز عن تحقيق أحلامك؟ هل تخاف من المستقبل المجهول؟ هذا المقال لك

هل تشعر بالعجز عن تحقيق أحلامك؟ هل تخاف من المستقبل المجهول؟ هذا المقال لك

يقول الشاعر:
"كلٌّ ينقّل في ضيق وفي سعة
وللزمان به شدٌّ وإرخاء"
ويقول آخر:
"لا تيأسن وإن طالت مطالبةٌ
إذا استعنت بصبرٍ أن ترى فرجا"
ويقول آخر:
"قد هيؤوك لأمر لو فطنت له
فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل"

كلنا نعيش في هذه الحياة دون علم بما سيحدث لنا في الغد، فلا يدري المتعلم أين سينتهي المطاف به بعد تخرجه، ربما تسوقه الأقدار إلى سلوك طريق الدرجات العلمية فيكون في مصاف الدكاترة، وربما تذهب به إلى المجال المهني فيكون في مصاف روّاد الأعمال، وربما إلى مستقبل مجهول.

وقد يخطط الواحد فينا لهدفه، ويبذل فيه غاية وسعه واجتهاده، ثم تجرّه الأقدار إلى أماكن أخرى وغايات مختلفة لم تخطر على باله من قبل.

هكذا هي الدنيا لا تأتي كما نريد، نتجه يميناً فتأخذنا شمالاً، ونتجه شمالاً فتأخذنا يميناً، ما الذي ينتظرنا في الغد؟ ماذا يخبئ لنا المستقبل؟

تريد الزواج فلا تدري من تختار، لا تعلم من يناسبك، ستشاطرك الفراش فتاة لا تعلم طباعها وما في مكنونها، إلا بعد فترة من الزواج!

سيأتيكِ رجل لا تعلمين أخلاقه وطباعه إلا ما ظهر منها، هل تتفقان أم تختلفان؟ هل سيفهمك وتفهمينه؟ هل هذا الزواج محكوم عليه بالسعادة أو الشقاء؟

تأمّل معي ما حصل لنبيّنا يوسف عليه السلام:

حسده إخوته على محبة أبيه له فألقوه في غيابة الجبّ لتلتقطه بعض السيّارة، فُتنت به زليخا امرأة عزيز مصر فراودته عن نفسه “وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ”، وجمعت صويحباتها فقطّعن أيديهن لمّا رأينه وأكبرنه، وراودته عن نفسه مرة أخرى ف”قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ” فلبث في السجن مدة من الزمان، ثم جاءه العوض من رب العباد، فجعله عزيز مصر، ومدبر شؤونها، ومصرف أمورها، وجاءه إخوته معتذرين ساجدين، وساق الله إليه زليخا بالحلال بعد امتناعه عنها بالحرام، فأُخرج من غيابة الجب إلى عنان السماء، ومن قضبان السجن إلى العز والرفعة.

رأى في المنام إحدى عشر كوكباً والشمس والقمر له ساجدون، انظر كيف فعلت به صروف الدهر، وكيف انهالت عليه المصائب من كل حدب وصوب، ثم بعد الصبر والاحتساب والأخذ بالأسباب، تحقق حلمه، وفُرّج همه، فلا تيأس من فرج الله لن تموت حتى تستكمل رزقك، فالذي كفاك أمسك يكفيك غدك.

على قدر حجم الأحلام تكون وعورة الطريق

كلّ ما فعلناه وما نفعله وما سنفعله كتبه الله في اللوح المحفوظ، يقول تعالى: “وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ”، فلن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، ولن نأخذ إلا ما هو مقسوم لنا، فلو اجتمع أهل الأرض قاطبة على أن يضرّوك أو ينفعوك بشيء، لن يمسّوك إلا بما كتب الله لك.

هل نسلّم للأقدار ونقعد؟

قال رجُلٌ لِلنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : أُرسِلُ ناقتي وأتوكَّلُ ؟ قال : “اعقِلْها وتوكَّلْ”، مآل أمرنا ليس بيدنا ولكننا مأمورون بأخذ الأسباب، فنجتهد، ونعمل، ونثابر، ونكافح، ونقاتل، ولا نستسلم، ونتوكل الله ونسأله العون والمدد والسدد، قال تعال: “وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ”، ولا تحمل بعد ذلك همّ المستقبل المجهول، فهذا جهدك وهذا توفيق الله وهذا القدر المحتوم ولاشيء آخر.

“لكل مجتهد نصيب”، هل تظن بعد هذا الكفاح الطويل، والجهد المضني، والسعي الحثيث، أنك ستعود صفراً؟

“إنَّ لأمورَ إذا انسدت مسالكها
فالصبرُ يفتحُ منها كلَّ ما آرتججا
لا تيأسن وإن طالت مطالبةٌ
إذا استعنت بصبرٍ أن ترى فرجا
أخلق بذي الصبرِ أن يحظى بحاجتهِ
ومدمنِ القرعِ للأبوابِ أن يلجا
فاطلب لرجلك قبل الخطوِ موضعها
فمَن علا زلقاً عن غرّةٍ زلجا
ولا يغرّنكَ صفوٌ أنتَ شاربهُ
فربما كانَ بالتكديرِ ممتزجا
لا ينتَجُ الناسُ إلّا من لقاحِهِمُ
يبدو لقاحُ الفتى يوماً إذا نتِجا”

محمد بن حازم الباهلي



هذا ما جاد به القلم وسلام الله عليكم.

شاهد قصة كفاح خالد

1 أفكار بشأن “هل تشعر بالعجز عن تحقيق أحلامك؟ هل تخاف من المستقبل المجهول؟ هذا المقال لك”

  1. تنبيه Pingback: كيف نغير العادات القديمة السقيمة، ونكتسب العادات الجديدة الحميدة، بطريقة عملية مجرّبة – مدونة موسى بن عبد الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *